ليت الانتظار يُقصِّر مسافة البُعد مثلما تَقْصُر مسافةُ الصبر عند الرحيل،..."!...
حفرت قدماه آثاراً عميقة على طول الشاطئ وهو ينتظرها،...
كادت عقارب ساعة يده أن تتآكل من طول تحديقه فيها،... لكنها لم تأتِ!...مضى يوم بطوله،... يوم آخر... وآخر...
لكنه لا يرى أثراً لوجودها إلا في انعكاس صورة عينيه على صفحة الماء!...
أخرج ورقة وقلماً وكتب:
"انتظرتكِ طويلاً...
كل لحظة كانت تبشرني بقدومك في اللحظة التالية، لكن لا أثر للسفن على مدى اتساع البحر...
لعل الموج الذي يحملك لم يصل بعد!...
سأبقى بانتظارك... فلا تتأخري..."!!!.
طوى الورقة ووضعها في زجاجة الحكايات، ثم رماها في البحر،... وجلس ينتظر الموج كي يوصلها إلى شاطئ لا يعرفه،...
لعل هناك... على الشاطئ الآخر فتاة مثله تنتظر