هي فتاة في عمر الورود,,, لكن المرض هاجم تربتها النّدية,, فجعلها تذبل يوما بعد يوم,,, حتى تطاول على سمعها ونطقها,,, فأصابها الصمم وصار كلامها ثقيلا غير مفهوم.
.... وضرب الألم قلب والديها في الصميم.
في يوم ميلادها سألها والدها عن الهدية التي ترغب,, فكتبت على ورقة صغيرة (هاتف نقال).
في صمت مؤلم, تبادلت عيون الأهل نظرات الدهشة والذهول, واستلمت الهدية.
طلبت اعطاء رقمها لجميع الأهل والأصدقاء, ثم خبّأت جهازها في علبته وأخفته عن الأنظار.
في أول أيام العيد,,تلقى جميع الأهل والأصدقاء مكالمة هاتفية تلتها دقيقة صمت مطبق,,,, دلّهم الرقم على أنها تهنئة العيد
----------------------------------------------------
لأنه كان جبلا عاليا راسخا شامخا,, أعطى لنفسه الحق بالغرور والتكبر على السهول والوديان,,,, ولما تمادى وتمادى,, لزم أن يلقن درسا لاينسى, فبدأت الانهيارات الصخرية من قمته ومن خاصرته ومن حيث لا يدري ولا يحتسب.
أحسّت صخرة كبيرة في أحد جوانبه بالخطر المحدق فبدأت تتمتم بالصلاة, وتودع أطفالها_الأحجار الصغيرة التي حولها_ متوسلة المولى ألا يشتتها ويفرقها,,بل يتلطف بها ويلم شملها في حضن,,, ذاك الوادي الأخضر الجميل.
------------------------------------------------------
اتصلت الخاطبة تطلب موعدا للحضور مع ابنها وفقا للطريقة التقليدية في الزواج.
رحبت بها والدة الفتاة, وتم التأكد من عنوان البيت.
فوجئت الفتاة وأهلها بالعريس القادم,,, كان مصابا بخلع ولادي واضح بالاضافة الى تعرض وجهه لحروق ملفتة,, انتهت الزيارة بشكل ودي,,, وأوت الفتاة الى فراشها تتقلب على وسادة الحيرة بين الرفض والقبول في حال عاد هذا الشاب لطلب يدها.
هي فتاة مؤمنة وتخشى الله ,,, ومادام يحمل صفاتا حميدة فستغض الطرف عن الشكل وتتجه للمضمون.
لكن الشاب لم يعد,,, ولم يطلب يدها.
كانت في نظره,,,, بدينة بعض الشيء
--------------------------------------------------------------------
دخلت في القالب الذي صبه خياله,,, فاحتلت قلبه وأججت وجدانه,, طلبها للزواج وأمضيا حياتهما كتوأمين ملتصقين,,, لاهو يبتعد عنها ولاهي تفارقه.
عاشا أربعة عشر عاما في جنة داخل شقة أنيقة, تضاء بالشموع وتفوح بعبق الزهور, وتسعد بشقاوة طفلين جميلين.
فجأة,,,, اشتعلت جمرات شكوكها, واشتمت رائحة الخيانة,,, داس على قلبها ولم تستطع أن تدوس كرامتها.
أطفئت الشموع وجفت الورود,,, تمزق الطفلان وتهاوت الجدران,, وختمت السعادة بالشمع الأحمر,,,, هو فقط أراد أن يخرج من شرنقة الروتين