رسالة شكر و عرفان من رئيس الجمهورية إلى الرئيس السوداني عمر البشير
الجزائر 18 نوفمبر 2009
صاحب الفخامة
عمر حسن البشير
رئيس جمهورية السودان
فخامة الرئيس و أخي العزيز،
يسعدني غاية السعادة، بعد احتضان السودان الشقيق مقابلة الفصل للتأهل لنهائيات كأس العالـم لكرة القدم 2010 ، بيـن الـمنتخبيـن الجزائري و الـمصري، أن أتوجه إليكم بخالص التحية والتقدير و جزيل الشكر و العرفان على ما حظي به أعضاء الفريق الوطني لكرة القدم و طاقمه التقني و أنصاره من رعاية و عناية ودفء و أخوة في بلدهم الثاني السودان الشقيق بيـن أحضان إخوانهم و ذويهم.
كما أشكركم، أخي العزيز ، رئيسا و حكومة و شعبا، و أشكر الـمسؤوليـن السودانييـن على جميع الـمستويات على ما وفرتموه للفريق الوطني من تسهيلات و إمكانيات و ما بذلتموه من جهود مضنية ، لاستقبال أبنائكم و إخوانكم الجزائرييـن الذيـن توافدوا على السودان الشقيق من كل حدب و صوب لـمؤازرة فريقهم، فحظوا فيه باستقبال كان قمة في الكرم و غاية في الأريحية ، مصداقا لقيم وشيم و أخلاق أهل السودان بلد العروبة و الإسلام و الإنتماء الحضاري العريق وبرهانا ساطعا على متانة ما يجمع الجزائر والسودان من وشائج وصلات لا تـنفصم عراها أبد الآبديـن.
إنني ، إذ بادرت بدعم سفر أنصار فريقنا الوطني إلى الخرطوم، إنما كنت واثقا كل الثقة من أنهم سيحلون في بلدهم الثاني معززيـن مكرميـن و محفوظي الجانب لدى أشقائهم في السودان الأبي الذي نكن له و لشعبه كل الـمحبة و التقدير.
فحياكم الله ، أخي العزيز ، و حيا أهلنا و إخواننا في السودان وبارك الله فيكم و أمدكم بكل خير و لكم مني خالص التهنئة إذ نجحتم في تـنظيم هذا العرس الرياضي الكبير بيـن بلديـن عربييـن شقيقيـن ، فكتبتم صفحة ناصعة أخرى في سجل التآخي العربي الصادق الـملـموس.
إنها تحية خالصة أزفها باسم الجزائر شعبا و حكومة و باسمي الخاص، شاكرا مرة أخرى لأبناء السودان معدن الأصالة الذيـن تـنافسوا على الاحتفاء بإخوانهم الجزائرييـن و إكرامهم بكل محبة وسخاء . هذا ، و إنني أجدد عزمي على العمل معكم على مواصلة تطوير علاقات الأخوة و التضامن و التعاون بيـن بلديـنا و شعبيـنا والارتقاء بها إلى أعلى الـمستويات و الـمراقي.
و في انتظار فرصة اللقاء بكم قريبا، إن شاء الله، أدعو الله أن يحفـظكم و يسدد خطاكم و يكلل جهودكم الـموصولة بالنجاح ويوفقكم لتحقيـق ما يصبو إليه الشعب السوداني العظيم من تقدم و رقي.
و تفضلوا ، فخامة الرئيس و أخي العزيز، بقبول أسمى عبارات الإخاء و الـمودة و التقدير.
عبد العزيز بوتفليقة
حرر بالـجزائر في يوم أول ذي الـحجة1430 هـ الـموافق 18نوفمبر 2009 م