عودة أمل قرايري مميز
عدد الرسائل : 246 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 10/06/2010
بطاقة الشخصية ألعاب: 0
| موضوع: الثقوب السوداء في الفضاء الجمعة 18 يونيو - 15:48 | |
| الثقوب السوداء في الفضاء
ما هي الثقوب السوداء في الفضاء التي نسمع عنها كثيراً و التي يفترض بأنّها تجذب كلّ ما يقترب من مدارها وتحوّله إلى العدم بما في ذلك الضوء ؟ ممّا تتألّف و كيف تشكّلت ؟ و ما هي الأخطارالكونيّة التي يمكن أن تحملها ؟
لكي نجيب على هذه الأسئلة، علينا البدء بمايسمّى النجوم النيوترونيّة و التي حسب اعتقاد علماء الفلك تشكّل المرحلة الأولى منمراحل ولادة الثقوب السوداء. فهذه النجوم النيوترونيّة تتكوّن نتيجة انفجاراتكونيّة هائلة تدعى "سوبر نوفا Super Nova" ناتجة عن انفجار نجم "عند نفاذ طاقته" بقوّة لا توصف قدّرها العلماء بـ 10 آلاف تريليون تريليون مرّة من أقوى الرؤوس النوويّة، ممّا يتسبّب بإطلاق طاقة جبّارة تؤدّي إلى تفكّك تركيّبة ذرّات المادّة وذلك بسقوط الإلكترونات إلى الداخل و اتّحادها مع البروتونات فتصبح نيوترونات إضافيّة إلى جانب النيوترونات الأساسيّة.
و بهذا تفقد الذرّات محاور حدودهاالخارجيّة التي كانت الإليكترونات تشكّلها، و تلتحم كافّة النيوترونات لكلّ الذرّات المتفكّكة مع بعضها البعض لتشكّل مادّة النيوترون الصافية ذات الكثافة الهائلة،فيتقلّص حجم النجم من حجم يوازي حجم الشمس مثلاً ( قطرها يقارب مليون و نصف المليون كيلومتر) إلى حجم كرة بقطر لا يزيد عن 10 كيلومترات، و لكن له نفس الكتلة (الوزن)،أي أنّ سنتيمتراً مكعّباً واحداً من مادّة النيوترون الصافي قد يصل وزنه إلى أكثرمن 150 مليون طنّ، و هذا يعني أنّه إذا ما انهارت و تفكّكت ذرّات كوكب بحجم الكرةالأرضيّة فسيصبح كرة نيوترونيّة بقطر 80 متراً فقط.
للنجم النيوتروني حرارةسطحيّة توازي مليون درجة مئويّة بينما يرجّح أن يكون وسطه بارد نسبيّاً، و له قوّةجاذبيّة عالية جداّ تعادل 100 مليار مرّة قوّة جاذبيّة الأرض، و بالتالي فإنّه لايمكن لنا تصوّر أي شيء على سطح هذا النجم، فبمجرّد مرور أيّ شيء في مدار جاذبيّته القويّة، سيتّجه هذا الشيء باتّجاه مركز النجم و يصطدم به بسرعة مخيفة تكفي طاقتهالتفكيك ذرّاته و دمجها مع النجم. و يميل العلماء إلى الاعتقاد بأنّ النجمالنيوتروني غير ثابت التركيب بسبب الحركة الاصطداميّة الدائمة بين وحدات النيوترونالتي يتكوّن منها، و بالتالي فارتفاع قوّة الجاذبيّة في مركز النجم نتيجة حركةتصادم قويّة محتملة، قد يحوّل النجم النيوتروني إلى ما يسمّى الثقب الأسود.
هذه النجوم النيوترونيّة التي تدور حول نفسها بسرعة كبيرة تصل إلى بضع مئات اللفات في الثانية، و لها كثافة عالية تزيد عن المائة و خمسين مليون طنّ في السنتيمتر المكعّب الواحد، مع جاذبيّة تفوق قوّة جاذبيّة الأرض بـ 100 مليار مرّة،لن تستطيع الصمود طويلاً حتّى تتحوّل إلى ثقوب سوداء، و أحياناً قد تتشكّل الثقوبالسوداء مباشرة بعد الانفجار الكوني Super Nova و دون المرور بمرحلة النجومالنيوترونيّة
نجم نيوتروني
ربّما قد نجح علماء الفضاء في الإجماع على تفسير الكثير من الألغاز المتعلّقة بعلم الفلك لأنّ الحجج و الإثباتات العلميّة كانت إلى حدّ ماجليّة، و لكنّهم اختلفوا على تقييم الثقوب السوداء لأنّ القواعد العلميّة المعروفةو المتعارف عليها، ..... انتهت عندها.
عندما تتشكّل الثقوب السوداء نتيجةالانهيار الكلّي لبنية الذرّات و الناجم عن الانفجار الكوني الهائل، فإنّها لنتتحوّل إلى جسم يتألّف من النيوترونات فحسب (على غرار النجم النيوتروني)، .. بلستتحطّم هذه النيوترونات أو ستتفتّت أو ربّما ستختفي طبقاً للنظريّات العلميّةالحاليّة. للثقب الأسود قوّة جاذبيّة لا يمكن تصوّرها و هي التي تضغط المادّة إلى وسط الثقب إلى أن يصبح حجم المادّة ..... صفر أو بكلمة أخرى ..... لا شيء، ....... حتّى الضوء لا يستطيع مقاومة جاذبيّة الثقب الأسود، و إذا مرّ عبر مدار جاذبيّةالثقب الأسود فإنّه سيتحوّل إلى مركزه كما يبيّن الرسم التفصيلي، ففي هذا المدارالذي يتراوح قطره ما بين 200 كلم و بضع آلاف من الكيلومترات (حسب حجم الثقب الأسود) تختلف الوحدة الزمنيّة عن وحدتنا الزمنيّة المبنيّة على النظريّة النسبيّة و التيتشكّل سرعة الضوء كسرعة قصوى مطلقة أساس لقاعدة حساباتها، بينما قد تبلغ سرعةالهروب من جاذبيّة الثقب الأسود الجبّارة ضمن هذا المدار أضعاف سرعة الضوء.
الأمر الذي يدعو إلى الاعتقاد بأنّ الثقب الأسود يشكّل مقياس خارج قاموسنا العلمي الحالي، هو أنّ حجم هذا الثقب بعد ولادته يبقى ثابتاً مهما ابتلع من كواكبأو نجوم وقعت في مداره الجديد و مهما كان حجمها، أي عندما يتحوّل نجم كبير ذات قطر 5 ملايين كيلومتر إلى ثقب أسود ذات قطر 50 كيلومتر مثلاً، و من ثمّ يبتلع هذا الثقب الأسود نجماً بنفس حجمه السابق (أي بقطر 5 ملايين كيلومتر)، فيفترض بذلك أن يزيدحجم الثقب الأسود (إلى قطر 60 أو 70 كيلومتر مثلاً)، ... و لكن ما يحدث هو غير ذلكو لا يتوافق مع النظريّة العلميّة للمادّة، ... فحجم الثقب يبقى ثابتاً كما بعدولادته دون تغيير، و هذا هو بالتحديد ما يحاول العلماء إثارته عن لغز الثقوب السوداء.
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
إنفجار نجم
لم يستطع العلم تحديد ما يحدث خلف مدار الجاذبيّة المطلق، فكلّالمعطيات التي يستند إليها هذا العلم "حاليّاً" في تحليل واقع الكون ( إشعاعات أوموجات كهرومغناطيسيّة ناتجة عن احتراقات أو انفجارات) لا يمكنها الخروج من مدارالجاذبيّة المطلق، ... بل لا يمكنها حتّى مغادرة سطح المادّة التي يفترض أن يتكوّن منها جسم الثقب الأسود، ....... و ربّما لا يمكنها أن تكون موجودة من الأساس، ......... و لهذا السبب أطلق عليه إسم الثقب الأسود، فهو ثقب لأنّه يمتصّ و يبتلعكلّ ما يقترب من مداره، و هو أسود لأنّنا لا نرى منه سوى سواد دائرة الجاذبيّةالمطلقة، التي ستبقى مؤقّتاً آخر حدود المعرفة في قدراتنا العلميّة.
بإمكانعلماء الفلك تحديد أماكن الثقوب السوداء في الفضاء بواسطة أشعّة "إكس" و بمساعدةأضواء النجوم المنبعثة من خلفها، و هناك العديد من المجرّات التي تحتوي على عدد منالثقوب السوداء، و هذه الثقوب تبتلع فعلاً و تفني كلّ ما يدخل مجال جاذبيّتها مهمابلغت ضخامته و عدده من كواكب أو نجوم ، و ولادة ثقوب سوداء من الأحجام الهائلة هيعلى الأرجح السبب في اضطراب حركة المسارات لنجوم المجرّات لما سيكون لها من قوّةجاذبيّة هائلة أيضاً، كما و أنّ اختفاء بعض النجوم أو الكواكب يمكن أن يكون ناجماًعن مرورها في مسارات قريبة من الثقوب السوداء و بالتالي سقوطها في مجال جاذبيّتها، ...... و هذا يعني ذوبانها أو اختفائها في تلك الثقوب المخيفة.
هناك شريحةكبيرة من العلماء تعتقد بأنّ الثقب الأسود قد يكون نقطة النهاية للمادّة و الزمن، ......... فالجزيئات تتسارع عند اقترابها من "الجسم المجهول" للثقب الأسود لتتجاوزبكثير سرعة الضوء و هذا يعني زيادة السرعة إلى اللانهاية >>> إرتفاع الضغطإلى اللانهاية >>> تقلّص الحجم إلى الصفر أو العدم >>>... بهذايفترض أن تنتهي حدود المادّة من كتلة و حجم و مسافة و زمن مع وصولها إلى وسط الثقبالأسود، .. حيث أطلقوا على وسط الثقب الأسود و نقطة نهايته إسم "الوحدويّة أوالافراديّة Singularity" أي عندما يتحوّل كلّ شيء (كتلة و حجم و زمن) إلى شيء واحد ..... دون أن يكون بمقدور أحد معرفة ما هو هذا الشيء الواحد.
و لكن برأي بعض العلماء أنّ الثقوب السوداء قد تكون نقاط عبور إلى مقاييس أخرى غير الموجودة فيعالمنا هذا، .... وهنا بالتحديد يبدأ الجدل حول المجهول، حيث أنّ كلّ الدلائلالعلميّة تؤكّد كافّة التفاصيل المتعلّقة بالثقب الأسود، إلاّ أنّ وسط هذا الثقببقي محلّ اجتهادات و تحليلات و تكهّنات، و الأرجح أنّه سيبقى كذلك.
ربّماقد نجح علماء الفضاء في الإجماع على تفسير الكثير من الألغاز المتعلّقة بعلم الفلكلأنّ الحجج و الإثباتات العلميّة كانت إلى حدّ ما جليّة، و لكنّهم اختلفوا علىتقييم الثقوب السوداء لأنّ القواعد العلميّة المعروفة و المتعارف عليها، ..... انتهت عندها.http://www.alw-ed.com/upload/http://www.alw-ed.com/upload/http://www.alw-ed.com/upload/ [b] | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الثقوب السوداء في الفضاء الجمعة 18 يونيو - 16:27 | |
| |
|