قد أعجبني ـ حقًّا ـ ما قام به أحد الإخوة الشيعة المهتدين إلى الحق عندما تحدث عن تجربته في الانتقال من الضلال إلى الهدى في كتاب اختار له اسماً مناسباً هو:
«ربحتُ الصحابة.. ولم أخسر آل البيت»!
وقد وُفِّق ـ ثبَّته الله ـ في هذا الاختيار؛ لأن المسلم الحق لا يجد حرجاً في الجمع بين محبة آل البيت ومحبة الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ.
الإلزامات
============
[ 1 ]
يعتقد الشيعة أن عليًا رضي الله عنه إمام معصوم،
ثم نجده ـ باعترافهم ـ يزوج ابنته أم كلثوم
« شقيقه الحسن والحسين »
من عمر بن الخطاب رضي الله عنه!! ([1])
فيلزم الشيعة أحد أمرين أحلاهما مر:
الأول: أن عليًا رضي الله عنه غير معصوم؛
لأنه زوج ابنته من كافر!،
وهذا ما يناقض أساسات المذهب،
بل يترتب عليه أن غيره من الأئمة غير معصومين.
والثاني: أن عمر رضي الله عنه مسلمٌ!
قد ارتضى علي رضي الله عنه مصاهرته.
وهذان جوابان محيّران.
**************************
[ 2 ]
يزعم الشيعة أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهم كانا كافرين،
ثم نجد أن عليًا رضي الله عنه وهو الإمام المعصوم عند الشيعة
قد رضي بخلافتهما وبايعهما الواحد تلو الآخر ولم يخرج عليهما،
وهذا يلزم منه أن عليًا غير معصوم،
حيث أنه بايع كافرين ناصبَيْن ظالـمَيْن إقراراً منه لهما،
وهذا خارم للعصمة وعون للظالم على ظلمه،
وهذا لا يقع من معصومٍ قط،
أو أن فعله هو عين الصواب!!
لأنهما خليفتان مؤمنان صادقان عادلان،
فيكون الشيعة قد خالفوا إمامهم
في تكفيرهما وسبهما ولعنهما وعدم الرضى بخلافتهما!
فنقع في حيرة من أمرنا:
إما أن نسلك سبيل
أبي الحسن رضوان الله عليه
أو نسلك سبيل شيعته العاصين؟!
*******************
[ 3 ]
لقد تزوج علي رضي الله عنه بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها عدة نساء،
أنجبن له عدداً من الأبناء، منهم :
عباس بن علي بن أبي طالب ،
عبدالله بن علي بن أبي طالب ،
جعفر بن علي بن أبي طالب ،
عثمان بن علي بن أبي طالب ،
أمهم هي: «أم البنين بنت حزام بن دارم» .
وأيضاً: عبيد الله بن علي بن أبي طالب ،
أبو بكر بن علي بن أبي طالب ،
أمهم هي: «ليلى بنت مسعود الدارمية» .
وأيضاً: يحيى بن علي بن أبي طالب ،
محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب ،
عون بن علي بن أبي طالب .
أمهم هي: «أسماء بنت عميس» .
وأيضاً: رقية بنت علي بن أبي طالب ،
عمر بن علي بن أبي طالب ،
ـ الذي توفي في الخامسة والثلاثين من عمره ـ.
وأمهما هي: «أم حبيب بنت ربيعة» .
وأيضاً: أم الحسن بنت علي بن أبي طالب ،
رملة الكبرى بنت علي بن أبي طالب .
وأمهما هي: «أم مسعود بنت عروة بن مسعود الثقفي» .
والسؤال :
هل يسمي أبٌ فلذة كبده بأعدى أعدائه؟
فكيف إذا كان هذا الأب هو
علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فكيف يسمي علي رضي الله عنه
أبناءه بأسماء من تزعمون أنهم كانوا أعداء له؟!
وهل يسمي الإنسان العاقل أحبابه بأسماء أعدائه؟!
وهل تعلمون أن عليًا أول قرشي
يسمي أبا بكر وعمر وعثمان؟
*******************
4 ]
يروي صاحب كتاب ( نهج البلاغة ) ـ وهو كتاب معتمد عند الشيعة ـ
أن عليًا رضي الله عنه استعفى من الخلافة
وقال: «دعوني والتمسوا غيري»!
وهذا يدل على بطلان مذهب الشيعة،
إذ كيف يستعفي منها،
وتنصيبه إمامًا وخليفة أمر فرض من الله لازم ـ عندكم ـ
كان يطالب به أبابكر ـ كما تزعمون ـ؟!
****************************************
[ 5 ]
يزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها
بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم
قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه
وكسر ضلعها، وهُمّ بحرق بيتها
وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن!
والسؤال :
أين علي رضي الله عنه عن هذا كله؟!
وهو ما يأنف منه أقل الرجال شجاعة .
فلماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار؟!
**********************
[ 6 ]
لقد وجدنا كثيراً من سادة الصحابة أصهروا إلى أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وتزوجوا منهم، والعكس بالعكس،
لاسيما الشيخين منهم، كما هو متفقٌ عليه بين أهل التواريخ ونقلة الأخبار سُنة منهم أو شيعة.
فإنَّ النبي عليه الصلاة والسلام :
- تزوج عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه.
- وتزوج حفصة بنت عمر رضي الله عنه.
- وزوج ابنتيه ( رقية ثم أم كلثوم ) لثالث الخلفاء الراشدين الجواد الحـيِي عثمان بن عفان رضي الله عنهما، ولذلك لقِّب بذي النورين.
- ثم ابنه أبان بن عثمان تزوج من أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.
- ومروان بن أبان بن عثمان كان متزوجاً من أم القاسم ابنة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
- ثم زيد بن عمرو بن عثمان كان متزوجاً من سكينة بنت الحسين.
- وعبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان كان متزوجاً من فاطمة بنت الحسين بن علي.
ونكتفي بذكر الخلفاء الثلاثة من الصحابة، دون غيرهم من الصحابة الكرام الذين كانوا أيضاً مصاهرين لأهل البيت؛ لبيان أن أهل البيت كانوا محبين لهم، ولذلك كانت هذه المصاهرات والوشائج .
وكذلك وجدنا أن أهل البيت كانوا يسمون أبناءهم بأسماء أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كما هو متفق عليه بين أهل التواريخ ونقلة الأخبار سُنة منهم أو شيعة.
فهذا علي رضي الله عنه كما في المصادر الشيعية يسمِّي أحد أبنائه من زوجته ليلى بنت مسعود الحنظلية باسم أبي بكر،
وعلي رضي الله عنه أول من سمَّى ابنه بأبي بكر في بني هاشم
وكذلك
الحسن بن علي سمَّى أبناءه :
أبا بكر وعبدالرحمن وطلحة وعبيدالله .
و كذلك الحسن بن الحسن بن علي
وموسى الكاظم سمى ابنته عائشة
وهناك من كان يكنى بأبي بكر من أهل البيت
وليس له باسم، مثل زين العابدين بن علي
وعلي بن موسى (الرضا )
أمَّا من سمَّى ابنه باسم عمر رضي الله عنه؛
فمنهم علي رضي الله عنه ، سمَّى ابنه عمرَ الأكبر
وأمه أم حبيب بنت ربيعة،
وقد قتل بالطف مع أخيه الحسين رضي الله عنهم،
والآخر عمر الأصغر وأمه الصهباء التغلبية،
وهذا الأخير عُمِّرَ بعد إخوته فورثهم
وكذلك
الحسن بن علي سمَّى ابنه أبا بكر وعمر
وكذلك علي بن الحسين بن علي
و كذلك علي زين العابدين.
وكذلك موسى الكاظم.
وكذلك الحسين بن زيد بن علي.
و كذلك إسحاق بن الحسن بن علي بن الحسين.
وكذلك الحسن بن علي بن الحسن بن الحسين بن الحسن.
وغيرهم كثير، لكن نكتفي بهذا القدر من المتقدمين من أهل البيت خشية الإطالة
أمَّا من سمَّى ابنته بعائشة فمنهم :
موسى الكاظم
وعلي الهادي
و نكتفي بالشيخين رحمهم الله وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
**********************
[ 7 ]
ذكر الكليني في كتاب الكافي:
«أن الأئمة يعلمون متى يموتون،
وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم».
ثم يذكر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) حديثاً يقول:
«لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً»
فإذا كان الإمام يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي،
فسيعلم ما يقدم له من طعام وشراب،
فإن كان مسموماً علم ما فيه من سم وتجنبه،
فإن لم يتجنبه مات منتحراً؛
لأنه يعلم أن الطعام مسموم!
فيكون قاتلا لنفسه،
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أن قاتل نفسه في النار!
فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!
*************************
[ 8 ]
لقد تنازل
الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ
لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ وسالمه،
في وقت كان يجتمع عنده من الأنصار والجيوش
ما يمكنه من مواصلة القتال.
وفي المقابل خرج أخوه الحسين ـ رضي الله عنه ـ
على يزيد في قلة من أصحابه،
في وقت كان يمكنه فيه
الموادعة والمسالمة.
فلا يخلو أن يكون أحدهما على حق،
والآخر على باطل؛
لأنه إن كان تنازل الحسن مع تمكنه من الحرب (حقاً)
كان خروج الحسين مجرداً من القوة مع تمكنه من المسالمة (باطلاً)،
وإن كان خروج الحسين مع ضعفه (حقاً)
كان تنازل الحسن مع ( قوته)باطلاً!
وهذا يضع الشيعة في موقف لا يحسدون عليه؛
لأنهم إن قالوا : إنهما جميعا على حق،
جمعوا بين النقيضين، وهذا القول يهدم أصولهم.
وإن قالوا ببطلان فعل الحسن
لزمهم أن يقولوا ببطلان إمامته،
وبطلان إمامته يبطل إمامة أبيه وعصمته؛
لأنه أوصى إليه،
والإمام المعصوم لا يوصي إلا إلى إمام معصوم مثله
حسب مذهبهم.
وإن قالوا ببطلان فعل الحسين
لزمهم أن يقولوا ببطلان إمامته وعصمته،
وبطلان إمامته وعصمته
يبطل إمامة وعصمة جميع أبنائه وذريته؛
لأنه أصل إمامتهم وعن طريقه تسلسلت الإمامة،
وإذا بطل الأصل بطل ما يتفرع عنه!
( حاول بعض الشيعة التهرب من هذا الإلزام
بالتفريق بين الخلافة والإمارة !
أي أن التنازل كان عن الأول لا الثاني ،
و هذا هروبٌ يضحك منه العقلاء ) .
*****************************
[ 9 ]
ذكر الكليني في كتابه الكافي :
«حدثنا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَاعَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّالِ عَنْ أَحْمَدَبْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِاللَّهِ ( عليه السلام )
فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ هَاهُنَا أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي،
قَالَ فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّه)(عليه السلام ) سِتْراً بَيْنَهُ وبَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ فَاطَّلَعَ فِيهِ
ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ،
قَالَ : قلْتُ :جُعِلْتُ فداك ..... ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً
ثُمَّ قَالَ : وإِنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فاطمة ( عليها السلام )
ومَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فاطمة ( عليها السلام )،
قَالَ: قُلْتُ: ومَا مُصْحَفُ فاطمة ( عليها السلام )؟
قَالَ :مُصْحَفٌ فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،
واللَّهِ مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ،
قَالَ: قُلْتُ :هَذَا واللَّهِ الْعِلْمُ،
قَالَ :إِنَّهُ لَعِلْمٌ ومَاهُوَ بِذَاكَ». انتهى.
فهل كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
يعرف مصحف فاطمة ؟!
إن كان لا يعرفه،
فكيف عرفه آل البيت من دونه وهو رسول الله؟!
وإن كان يعرفه فلماذا أخفاه عن الأمة؟!
والله يقول:
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ
وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾
ـ[المائدة:67-77].
**********************
[ 10 ]
في الجزء الأول من كتاب الكافي للكليني
أسماء الرجال الذين نقلوا للشيعة أحاديث
الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
ونقلوا أقوال أهل البيت، ومنها الأسماء التالية:
مُفَضَّلِ بْنِ عُمَر،
أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ،
عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ،
عُمَرَ ابْنِ أُذَيْنَةَ،
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ،
ابْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ،
عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ،
مُوسَى بْنِ عُمَرَ،
الْعَبَّاسِ بْنِ عُمَرَ
والجامع بين هذه الأسماء هو اسم عمر!
سواء كان اسم الراوي أو اسم أبيه.
فلماذا تسمى هؤلاء باسم عمر؟!
*********************