رسالة رئيس الجمهورية إلى أعضاء الفريق الوطني لكرة القدم بعد تأهله لكأس العالم
الجزائر 18 نوفمبر 2009
إلى السادة أعضاء الفريق الوطني
وأعضاء طاقمه الفني
ها أنتم تصلون النصر بالنصر و تهدون فرحة جديدة لجمهوركم داخل الوطن و خارجه، بل للأمة جمعاء، بانتزاعكم تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم ، للـمرة الثالثة في تاريخه ، لنهائيات كأس العالـم ، و هو ما كان مدعاة لـما لا يمكن وصفه من السعادة العارمة الغامرة لنفوس أبناء الجزائر كلهم بإنجازكم العظيم هذا الذي به حققتم، بكل جدارة و اقتدار ، حلـما ظلّ سنوات طوال ، من قبيل الـمستحيل.
لقد بهرتم عالـم كرة القدم بمستوى أدائكم الرفيــع وتـنظيمكم الـمحكم السديد ، و روحكم الرياضية ، و انسجامكم الرائع فيما بيـنكم ، إذ غالبتم الصعاب و حققتم نصرا مؤزرا أمام فريق شقيق ، عتيد و قوي ، طمح إلى ما طمحتم إليه من فوز بتمثيل الأمة العربية في نهائيات كأس العالـم و كأس إفريقيا، وأثبتم بذلك جدارتكم بالتفوق فعلوتم منزلة و ازددتم رفعة بـمعنويات جمهوركم الوطني الذي ما انفك يـنتشي أيما انتشاء بـما حققتموه بتصميمكم و جدكم و عرقكم .
بعد انتصاركم الباهر هذا، إنكم قد أصبحتم منوطيـن بشرف تجسيد حضور كرة القدم الجزائرية في نهائيات كأس العالـم وكأس إفريقيا بكل جد و قوة، لا من باب الـمشاركة من أجل الـمشاركة ، و إنما من أجل البذل و العطاء بكل ما أوتيتم من تصميم و إصرار في سبيل إحلال الكرة الجزائرية الـمكانة العالـمية التي هي أهل لها.
إنني لا أحسبكم إلا قادريـن على الاستمرار في تشريف الجزائر والأمة العربية جمعاء بنجاحاتكم الـمقبلة و على تجديد عهدنا بنشوة الافتخار بكم و أنتم ، مرة بعد أخرى، ترفعون عاليا الراية الجزائرية الـمجيدة، سامقة خفاقة و قيم الرياضة الشريفة النظيفة في ساحة التنافس العالـمي التي تأهلتم لخوض غماره موفقيـن بإذن الله تعالى.
و إذ أعرب لكم ، من صميم الفؤاد، عن اعتزازي بكم و فرحتي بحسن بلائكم ، أهنئكم بكل إكبار للنتائج الباهرة التي حققتموها اليوم و قبل اليوم ، راجيا من الله أن يـمن عليكم بـموصول التوفيق ويكلل جهودكم بالنصر تلو النصر في الإستحقاقات الآتية.
سنظل معكم بمهجنــا و قلـوبـنــا . فمــزيدا من النجاح والسموق و التألق.
عبد العزيز بوتفليقة
حرر بالـجزائر في يوم أول ذي الـحجة1430 هـ الـموافق 18 نوفمبر 2009 م